انطلقت فعاليات الجلسة الأولى من مؤتمر ومعرض CAISEC’25، المعني بأمن المعلومات والأمن السيبراني، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي. الجلسة التي حملت عنوان "الحروب السيبرانية والذكاء الاصطناعي: بين التهديد والحماية"، جمعت نخبة من قادة الفكر والخبراء الدوليين في المجال، وأدارها الخبير الأمني الدولي الدكتور عادل عبد المنعم.
الحروب السيبرانية: أداة هجومية تتجاوز الحدود
أكد المهندس أندرو إيميل، رئيس خدمات الفريق الأحمر بشركة Liquid C2، أن الهجمات السيبرانية تطورت لتصبح حروبًا رقمية تستهدف البنى التحتية من خلال ثغرات غير معروفة لمزودي الخدمة، مشيرًا إلى أن سعر الثغرة في تطبيقات iOS قد يصل إلى 2.5 مليون دولار، ما يعكس حجم السوق السوداء لهذه الهجمات.
وفي السياق نفسه، قال المهندس أحمد سليم، من شركة Dell Technologies، إن الهجمات لم تعد تقتصر على الدول المتحاربة، بل تستهدف دولًا محايدة مثل المغرب وجنوب إفريقيا، مؤكدًا أن بنكًا في إحدى الدول أُجبر على الإغلاق لمدة أسبوعين كاملين بسبب هجوم إلكتروني.
الذكاء الاصطناعي: حليف أم خصم؟
من جهته، شدد المهندس أشرف كحيل، نائب الرئيس الإقليمي بشركة Group-IB، على أن الذكاء الاصطناعي يمثل سلاحًا ذا حدين، إذ أصبح متاحًا لكل المستخدمين وبأسعار زهيدة، وهو ما يستوجب تشريعات تنظيمية عاجلة لضبط استخدامه.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بالفعل في الهجمات السيبرانية المعقدة، مثل تشكيل الرأي العام وتغيير الصور الذهنية، مؤكدًا أن تطور هذه الأدوات قد يجعلها تعمل ضد من أنشأها.
اختراقات رقمية تُحرك الشعوب
أوضح أنيل بهانداري، كبير المرشدين بشركة Arcon، أن الحروب السيبرانية لم تعد فقط موجهة للبنى التحتية، بل باتت تستهدف الشعوب والأفراد نفسيًا ومجتمعيًا، ضاربًا المثل بـ"الهجمات السيبرانية التي استهدفت هواتف بيجر تابعة لحزب الله".
كما دعا إلى إنشاء مراكز وطنية للمعلومات والسيادة الرقمية، مؤكدًا أن البيانات أصبحت الثروة الحقيقية في العصر الحالي، ويجب حمايتها من الاستغلال أو التسريب.
مراكز الأمن السيبراني: خط الدفاع الأول
من جانبه، أشار محمد شبل، مدير نظم المعلومات في أورانج مصر، إلى غياب الاتفاقيات الدولية الخاصة بالهجمات السيبرانية، مؤكدًا أن مراكز الأمن السيبراني الوطنية أصبحت ضرورة عاجلة لبناء آليات دفاع متقدمة.
وأضاف أن لكل قطاع خصوصية في احتياجاته الأمنية، مشيرًا إلى أن "أورانج" تسهم في بناء استراتيجيات الحماية السيبرانية لمؤسسات عدة على مستوى عالمي، اعتمادًا على التدريب المستمر ومواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي.
خلاصة الجلسة:
الحروب لم تعد تقليدية، والذكاء الاصطناعي أصبح فاعلًا في معركة الأمن الرقمي. والتهديدات السيبرانية الآن تمس الاقتصاد، السياسة، والمجتمعات.