BYD تُزيح تسلا من الصدارة في الصين.. وابتكارات جديدة تُغيّر قواعد اللعبة في سوق السيارات الكهربائية
تشهد صناعة السيارات الكهربائية تحوّلًا جذريًا في موازين القوى، حيث اقتربت شركة BYD الصينية بسرعة لافتة من منافسة شركة تسلا الأمريكية، بل وتجاوزتها في بعض مؤشرات الأداء داخل السوق الصيني، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج يوم الثلاثاء 15 يوليو 2025.
الصين تُبدد التفوق الأمريكي:
فبعد أعوام من الهيمنة التقنية التي كانت تتفاخر بها تسلا، بدأت ملامح الفجوة التكنولوجية تتلاشى تدريجيًا، خاصة في ظل النموذج الصناعي المرن الذي تتبعه BYD، إلى جانب ابتكاراتها السريعة في مجالات البطاريات والبرمجيات.
وبينما تراجعت مبيعات تسلا بنسبة 5% في السوق الصيني خلال النصف الأول من 2025، استحوذت BYD على 21% من السوق، مما يعكس تحوّلًا حقيقيًا في تفضيلات المستهلكين وقدرة الشركات الصينية على المنافسة محليًا وعالميًا.
من "مُقلِّد" إلى مُبتكِر:
لم تعد BYD مجرد شركة تُقلّد نماذج تسلا، بل باتت تُطوّر تقنياتها الخاصة وتُعلن عن اختراعات تفوق ما تقدمه منافستها الأمريكية. ففي فبراير الماضي، كشفت الشركة عن نظام "عين الإله"، وهو مساعد قيادة ذكي يُمهّد الطريق لسيارات ذاتية القيادة بالكامل.
وفي مارس، أعلنت عن شاحن فائق السرعة يمكنه تزويد السيارة بمدى 470 كيلومترًا خلال 5 دقائق فقط، وهي قفزة نوعية تفوقت على أداء شواحن تسلا الحالية.
رغم تدقيق الجهات التنظيمية، نجحت BYD في تسجيل أعلى مستوى شهري لمبيعاتها في 2025، بعد إطلاق حملة تخفيضات واسعة. وبلغت مبيعاتها خلال يونيو الماضي 377,628 سيارة ركاب، من بينها 206,884 سيارة كهربائية بالكامل، بزيادة قدرها 11% على أساس سنوي.
وقد ارتفع إجمالي مبيعات الشركة خلال النصف الأول من عام 2025 إلى 2.1 مليون وحدة، ما يؤكد ريادتها في أكبر سوق للسيارات الكهربائية على مستوى العالم.
يرى محللون أن BYD نجحت في تغيير الصورة النمطية عن الصناعة الصينية، إذ انتقلت من موقع التابع إلى موقع القائد والمبتكر، مدعومة بـ دعم حكومي، وخطط بحث وتطوير ضخمة، واستراتيجية ذكية للتوسع الدولي.
في المقابل، تواجه تسلا تحديات متزايدة في الصين، وسط منافسة شرسة وأسعار متقلبة واحتدام السباق نحو التحول الكامل إلى القيادة الذاتية والطاقة النظيفة.