كتبت: سالي مزروع
في عالم العمارة، هناك من يبني مشروعات، وهناك من يصنع أيقونات. والمهندس "عماد حسن الشربيني" رئيس المكتب الكندي أيچبت للاستشارات الهندسية ، واحد من الأسماء التي صنعت لنفسها بصمة واضحة في سجل العمارة الحديثة على مدى أكثر من ثلاثة عقود من العمل الهندسي والاستشاري في الخليج ومصر.
من قلب "دبي"، حيث بدأت مسيرته المهنية قبل ثلاثين عامًا، وحتى العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، استطاع الشربيني أن يجمع بين الرؤية العالمية والخبرة الميدانية العميقة، ليصبح أحد رواد "الاستشارات الهندسية" في المنطقة.
 |
| فندق جيفورا بدبي |
من "جيفورا" إلى "نايل بيزنس سيتي".. توقيع هندسي بمواصفات عالمية
من أبرز محطات الشربيني تصميمه لفندق "جيفورا" في دبي، المسجل رسميًا في "موسوعة جينيس" كأعلى فندق في العالم مقام على أصغر مساحة، بارتفاع 80 طابقًا، وقد شكّل هذا المشروع تحديًا هندسيًا فريدًا، حيث نجح في تحويل قطعة أرض صغيرة إلى معلم عمراني عالمي يجمع بين الوظيفة والجمال الهندسي، ما يعكس قدرته على "تحويل الحلم إلى أيقونة" بحسب تعبيره.
 |
| ابراج نايل بيزنس تاور |
أما في مصر، فقد تولى المكتب الكندي Egypt – الذي يترأسه – دور الاستشاري العام لمشروع "نايل بيزنس سيتي"، وهو أطول برج في أفريقيا، ويقع في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، المشروع يتميز بكتلة إنشائية ضخمة تشمل تسعة أدوار تحت الأرض، وهو ما تطلب خبرة متخصصة في مجالات حساسة مثل التهوية والتكييف، أنظمة الحريق، ميكانيكا المصاعد، وركن السيارات.
30 عامًا من التصنيف الأول.. خبرات "غير محدودة"
يحمل الشربيني تصنيف فئة أولى "unlimited" في الاستشارات الهندسية، ما يؤهله للعمل على مشروعات غير محددة الحجم أو الارتفاع، بما في ذلك الفنادق الفاخرة (5 نجوم)، والمشروعات ذات الطابع الهندسي المعقد، كما يتمتع المكتب الكندي أيچبت للاستشارات الهندسية بتصنيف "درجة أولى" تؤكد أهليته الفنية للإشراف على أضخم المشاريع في مصر والخليج.
حلول ذكية للمواقع المعقدة
ومن التحديات اللافتة التي تعامل معها الشربيني في مشروع "نايل بيزنس سيتي" أن الموقع يقع بين شارعين على منسوبين مختلفين (مرتفع ومنخفض)، مما استدعى تصميم واجهات وهياكل تتوافق مع "قوانين العاصمة الإدارية" من حيث السلامة والتهوية واللايف سيفتي، إلى جانب دمج حلول إلكتروميكانيكية ذكية تعزز من كفاءة تشغيل البرج.
ورغم أن فرق المنسوب كان يمثل تحديًا كبيرًا، فإن الفريق بقيادة الشربيني استطاع تحويل هذه الفوارق إلى ميزة تصميمية، مستفيدًا من التضاريس الطبيعية لإنشاء حلول مبتكرة في التصميم والتشغيل.
معايير الاستدامة.. والمباني الخضراء
ولم يغفل الشربيني أهمية الاستدامة في التصميم، حيث يعمل المشروع على الحصول على شهادة "LEED" للمباني الخضراء، تأكيدًا على التزامه بالمعايير البيئية الدولية في التصميم والتنفيذ.
بصمة مصرية في قلب العواصم
الاستشاري المصري عماد الشربيني ليس مجرد مهندس تقليدي، بل صانع رؤى عمرانية تمزج بين الطموح المعماري والفكر المستدام. وبخبرته الممتدة في دبي ومصر، أسهم في إعادة تعريف مفهوم العمارة في الشرق الأوسط، مقدمًا نموذجًا للهندسة التي تصنع فرقًا، وتحوّل التحديات إلى علامات فارقة في سماء المدن.